علاج البواسير بليزر
- عبد القدوس منسق طبي لعملاء خليجية
- 8 نوفمبر 2024
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 11 نوفمبر 2024

البواسير هي واحدة من الأمراض القريبة التي يمكن أن تصيب الجميع، لكن كم عدد الأشخاص الذين عندما يصابون بهذا المرض لا يشعرون بالخجل ويجرؤون على طلب النصيحة والعلاج من الطبيب في وقت مبكر؟ بسبب الخجل الذي يشكل حاجزًا بين الطبيب والمريض، فإن معظم المرضى يتركون حالة البواسير تتفاقم حتى تصبح صعبة العلاج، حيث يحتاج البعض إلى إجراء عملية جراحية مما يعرضهم للألم الشديد ويستلزم فترة طويلة من التعافي. ومع ذلك، فإن علاج البواسير بالجراحة اليوم لم يعد مخيفًا كما كان في السابق، لأنه يمكن إجراؤه بشكل أكثر فعالية باستخدام الليزر.
سوء الفهم حول البواسير الذي لا يعرفه معظم الناس.
البواسير هي مرض يحدث عندما تنتفخ الأوعية الدموية في منطقة الشرج. يحدث هذا بسبب الضغط الشديد أثناء التبرز أو بسبب انسداد يؤدي إلى تدفق غير طبيعي للدم في منطقة الشرج. وغالبًا ما يُعتقد أن "الإمساك" هو السبب الرئيسي الوحيد للبواسير، ولكن في الواقع، "الإسهال" وكذلك "الجلوس لفترات طويلة في الحمام" بسبب استخدام الهاتف المحمول أو قراءة الكتب أثناء الجلوس يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالبواسير أيضًا.
نظرًا لأن الإسهال يزيد من عدد مرات الدفع أو الجلوس للتغوط، فإن الجلوس لفترات طويلة للعب بالهاتف أو قراءة الكتب يمكن أن يجعلنا ندفع أكثر دون أن ندرك ذلك. وهذه النقطة تعتبر السبب الرئيسي الذي يزيد من خطر الإصابة بالبواسير. لذلك، من المهم العناية بالنفس لضمان حركة أمعاء طبيعية، وعدم الإصابة بالإمساك أو الإسهال، وتجنب الجلوس للعب بالهاتف أو قراءة الكتب أثناء التغوط. هذه السلوكيات يجب أن تصبح عادة لتقليل خطر الإصابة بالبواسير.
ما هي الأعراض التي تشير إلى خطر الإصابة بالبواسير؟
يمكن تقسيم البواسير إلى نوعين: البواسير الداخلية والبواسير الخارجية. كل نوع له طريقة علاج مختلفة. إذا كانت البواسير داخلية في المرحلة 1-2، سيقوم الطبيب بعلاجها باستخدام الأدوية والأربطة المطاطية. أما في المرحلة 3-4، فسيكون العلاج الجراحي هو الأساس. بالنسبة للبواسير الخارجية، يتم علاجها أيضًا باستخدام الأدوية. يتم اللجوء للجراحة فقط عندما تكون هناك التهاب أو تورم كبير ونزيف شديد. من الأعراض المهمة التي تشير إلى احتمال الإصابة بالبواسير:
ألم ثقيل أو حكة في منطقة الشرج
هناك نزيف، وهو دم أحمر طازج، والذي يرتبط بالضغط أثناء عملية الإخراج، وليس دمًا يخرج من تلقاء نفسه.
هناك نتوءات بارزة في منطقة خارج الشرج، وهي من الخصائص الرئيسية للبواسير الخارجية.
هناك ألم في الشرج عند الوقوف والمشي والجلوس بسبب التهاب البواسير.
إجراء عملية البواسير بالليزر: خيار جديد آمن وفعال

جراحة البواسير باستخدام الليزر هي علاج يعتمد على استخدام الحرارة من موجات الليزر لحرق المنطقة الملتهبة من جدران الأوعية الدموية حتى تصبح مسطحة وتنهار. وغالبًا ما تُستخدم هذه الطريقة للمرضى الذين يعانون من البواسير الداخلية في المرحلة 2-4، والذين لم تنجح معهم الأدوية أو تكون حالتهم أكثر شدة من أن تُعالج باستخدام الرباط المطاطي.
السبب في عدم استخدام جراحة الليزر لعلاج البواسير الخارجية هو أن الجلد الخارجي يكون حساسًا، مما قد يسبب ألمًا يشبه حروق النار في منطقة المؤخرة. ومن فوائد جراحة الليزر التي تتفوق على الجراحة التقليدية أنها أقل ألمًا، وتستغرق فترة تعافي أقصر في المستشفى، لأنها ليست جراحة شرجية، كما أنها تقلل من خطر تضيق الشرج أو عدم القدرة على التحكم في البراز مقارنة بالجراحة المفتوحة.
أما خطوات جراحة الليزر لعلاج البواسير فهي كما يلي:
الطبيب يقوم بتقييم المريض لمعرفة ما إذا كان مناسبًا لإجراء عملية جراحية بالليزر.
لتقليل الألم الذي قد يحدث أثناء العلاج بسبب التهاب البواسير، يتم استخدام المسكنات قبل الجراحة.
يستخدم الأطباء الليزر لإجراء عملية جراحية في منطقة البواسير، والتي تستغرق حوالي نصف إلى ساعة واحدة، حسب عدد رؤوس البواسير لدى كل مريض. لكل رأس بواسير، يجب إطلاق الحرارة حوالي 3-5 مرات، مما يستغرق حوالي 3-5 دقائق لكل رأس. لذلك، كلما زاد عدد رؤوس البواسير، زادت مدة العملية الجراحية. أثناء العملية، قد يتم استخدام الثلج لتقليل الحرارة.
بعد العملية الجراحية، قد يكون هناك ألم وتورم، وسيقوم الطبيب بتخفيف ذلك من خلال تعليم المريض الجلوس في ماء دافئ لتقليل الألم والتورم. عادةً ما يُنصح بذلك بعد التبرز، ولكن إذا لم يكن هناك ألم وتورم كبير، فلا حاجة للجلوس في الماء.
بعد العملية الجراحية، يمكن البقاء في المستشفى للتعافي لمدة يوم إلى يومين، ثم يمكن العودة إلى المنزل. يمكن العودة إلى الحياة الطبيعية وتناول جميع أنواع الطعام، ولكن يجب تجنب تناول الأطعمة التي قد تسبب الإسهال لأنها ستتطلب الذهاب إلى الحمام بشكل متكرر، مما يؤثر على سرعة التعافي.
عادةً ما يحدد الطبيب موعدًا لمتابعة الحالة بعد الجراحة لمدة تتراوح بين 1-2 أسبوع. إذا لم تكن هناك أي مضاعفات أخرى، فسوف تتحسن الحالة ولا حاجة لمتابعة الحالة مرة أخرى.
هي مرض قريب منا أكثر مما نعتقد. كل شخص لديه فرصة للإصابة به إذا لم يعتنِ بتناول الطعام بشكل جيد ولم يعدل سلوكياته عند دخول الحمام لتكون صحية. حتى بعد العلاج، سواء كان بالأدوية أو بالليزر، لا يزال هناك احتمال للعودة إذا استمر الإمساك والإسهال المتكرر. لذلك، فهم أسباب حدوث البواسير وتغيير نمط الحياة ليكون أكثر صحة في الإخراج هو الأمر الأكثر أهمية. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة الأعراض غير الطبيعية، فإذا وجدت صعوبة في الإخراج مع وجود دم، فلا يجب أن تشعر بالخجل، بل يجب عليك زيارة الطبيب بسرعة للتشخيص. هذا سيمكنك من وضع خطة علاج في الوقت المناسب، مما قد لا يتطلب إجراء عملية جراحية مؤلمة وتكاليف إضافية.
Comments